تقارير ومطولات

نساء الأهوار يتحدين الجفاف وتغير المناخ بالتكيف مع الأزمات

محمد الكاظم


دفعت (فاطمة محمد) زورقها النحيل فانساب برشاقة وسط مياه الأهوار الشحيحة، وبعد جولة قصيرة عادت الى الجزيرة التي تسكن عليها وهي تحمل سمكة كبيرة تمكنت من اصطيادها بواسطة (الفالة) وهي رمح ثلاثي الشعب يستخدمه سكان الأهوار في الصيد. وجدت بعض الضيوف بانتظارها فقررت تلك السيدة السبعينية ان تصنع البيتزا لزوارها الذين لم يألفوا فكرة تناول البيتزا في اهوار الجنوب التي تعاني الجفاف، هذا جزء مما ظهر في مقاطع فيديو انتشر على الأنترنت وشاهده 600 الف شخص.
تحولت فاطمة (70 عاماً) الى أيقونة للصمود أمام شحة المياه في اهوار جنوب العراق، وصار الآلاف من متصفحي الأنترنت يعرفونها داخل العراق وخارجه بعد انتشار مقاطع الفيديو التي تظهر فيها تلك السيدة وهي تمارس حياتها البسيطة وتصنع الطعام التقليدي لضيوفها من السياح الذين يزورون الأهوار.


تغلبت تلك السيدة العجوز على حزمة من التحديات التي واجهتها، فقد انتصرت على مشاكلها الاقتصادية عبر تربية الجاموس وبيع حليبه، ومارست صيد السمك لتأمين غذائها، وقامت بتربية الطيور لتوفير بعض المال، ثم انتصرت على الوحدة والعزلة التي فرضتها عليها ظروفها الاجتماعية عبر استخدام الأنترنت فصار لها الكثير من المعارف والاصدقاء الذين يتواصلون معها ويتناولون طعامها ويستمعون الى حكاياتها. لكن التحدي الأكبر الذي تحاول فاطمة مواجهته مع باقي سكان اهوار جنوب العراق هو تحدي شحة المياه.


حلول فردية لمواجهة الجفاف
تعيش فاطمة لوحدها على جزيرة صغيرة في عمق أهوار الجبايش (440 كم جنوب بغداد) وهي تحاول التكيّف مع شحة المياه عبر تغيير اسلوب حياتها وتشجيع الآخرين على الصمود بعد أن تعلمت أنْ السياحة يمكن أن تكون مصدر رزق يعوضها ويعوض السكان المحليين عن نقص المياه الذي انعكس على نمط حياة سكان الأهوار القائم على صيد السمك وتربية الحيوانات والزراعة.
قالت لنا فاطمة إنها” ولدت في الهور، لكن أفراد عائلتها غادروا الأهوار واحداً وراء الآخر بعد ان شحّت المياه من حولهم” وحاصرهم الجفاف وصار يهدد حياتهم ” لذلك اتخذت قرار البقاء بمفردها في ذلك المكان النائي، لتربي الجاموس حتى لوكان الثمن ان تعيش وحيدة” وسط ذلك الفراغ الشاسع البعيد عن المدنيّة.


تروي فاطمة حكايتها فتقول: “حينما رحل آخر أشقائي لم أكن أمتلك سوى جاموسة واحدة، فغيّرت طريقة حياتي التي تعتمد على العائلة والأشقاء، وعملت على تربية قطيع صغير من الجواميس، وانشغلت بتربية الدجاج والبط لبيعها على السياح او على سكان المنطقة، من أجل أن أعوض نقص الاسماك التي تعيش معظم عوائل الأهوار من صيدها وبيعها”.
التحديات التي واجهها سكان الأهوار ومنهم فاطمة بدأت تتزايد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، والأرقام التي ذكرها الخبير البيئي المهندس جاسم الاسدي لكاتب التقرير توضح حجم تلك المشكلة حيث يقول: “ان نسبة المياه في الأهوار لا تتجاوز الآن 8% وهذا يعني اننا فقدنا 92 % من اهوار الجنوب نتيجة للجفاف”.


ويضيف الأسدي “إن مربي الجاموس فقدوا حوالي 4000 جاموسة خلال العامين الماضيين، وهو ما يمثل حوالي ثلث اعداد الجاموس المسجلة، بسبب الامراض او بسبب بيعها للجزارين من أجل تأمين احتياجاتهم المعيشية” اما بالنسبة للثروة السمكية فقد أكد الأسدي ” أن بيئة الأهوار فقدت 95 % من الثروة السمكية، ما تسبب بخسارة عشرات الاف من الصيادين لفرص عملهم وقوتهم اليومي لأن أغلب سكان الأهوار هم من صيادي الاسماك”.


وعن تأثير نقص المياه على الجوانب الإنسانية تقول منى الهلالي التي ترأس منظمة مجتمع مدني تعنى بالمرأة والأطفال “إن مجتمع الأهوار يتعرض لأزمة إنسانية، خصوصاً النساء والاطفال، فنقص المياه يتسبب بانتشار الامراض. والنساء والاطفال هم الأكثر عرضة للأمراض، كما انه يدفع السكان المحليين لشراء المياه الصالحة للشرب بواسطة الصهاريج وهذا يشكل عبئا اقتصادياً عليهم، فيما تتعرض النساء لضغوط أكبر نظراً لاضطرارهن لنقل المياه من مسافات بعيدة بواسطة الأواني، وهذا يشكل انهاكاً جسدياً لهن. اضافة الى ان قلة المياه تتسبب في انعكاسات على مستوى النظافة الشخصية والصحة العامة”
وكانت دائرة الهجرة والمهجرين في ذي قار قد أكدت “ان الدائرة نفذت هذا العام حملة لجمع البيانات عن النازحين بسبب الجفاف في محافظة ذي قار، وأوضحت البيانات المسجلة ان الاعداد قد تصل الى 10 الاف عائلة نازحة”.
وذكرت منى الهلالي مديرة منظمة أور “إن هجرة سكان الأهوار إلى المدن تتسبب في الكثير من المشاكل خصوصاً للنساء، فالنزوح الى بيئة جديدة يعرضهن الى الكثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، فالنازحون يحتاجون الى وقت طويل للتكيف وتأمين مصادر جديدة للرزق، كما انه يعرض الفتيات الصغيرات الى مخاطر التسرب من المدارس”.
انتشرت حكايات فاطمة في مجتمع الأهوار بمرور الوقت ، ولفتت الأنظار قصة تلك المرأة الوحيدة التي تعيش بمفردها على جزيرة في الأهوار الوسطى ولا تخاف من الثعابين والحشرات والعقارب والخنازير الوحشية والذئاب والحيوانات البرية، فكان السياح الذين يزورون أهوار الجنوب يمرون بها لتناول بعض الطعام او شرب الشاي والاستماع لحكايتها والتعرف على سر قوتها وعدم خوفها من الأشباح وكائنات الأهوار الخرافية التي يعتقد السكان المحليون بوجودها.
ويقول طارق حسن (28سنة) وهو طالب يسكن بغداد ” لم أكن اعرف شيئاً عن الأهوار لكنني شاهدت مقاطع على اليوتيوب لفاطمة فأحببت زيارة الأهوار، فذهبت إلى هناك والتقيت بها”
هؤلاء الزوار كانوا يقومون بتصوير فاطمة بهواتفهم النقالة لينقلوا قصتها وقصص سكان الأهوار الآخرين للعالم عبر الأنترنت. 

فاطمة كانت بطلة بعض تلك المقاطع التي صوّرها السياح وكانت تتحدث فيها عن أجواء الأهوار وطبيعة حياتها وكيف تقضي وقتها مع جواميسها وحيواناتها الاليفة من دجاج وبط وقطط وكلاب، وكانت احياناً تقوم بطبخ بعض الطعام التقليدي امام كاميرات اولئك السُياح وتقدمه لهم بروح مضيافة كريمة طالما عُرف بها أبناء الأهوار.
قدمت فاطمة لزوّارها مرق السمك، والمسكوف، و(الجباب)، و(المسموطة) وغيرها. وتقول فاطمة انها “لا تعرف الكثير من الوصفات، لأن أهل الأهوار يعتمدون على السمك، والسمك لم يعد متوفراً بكثرة في الأهوار بسبب الجفاف، لذلك حاولتُ تَعلّم بعض الأكلات الجديدة عن طريق (الأوتوب) -تقصد يوتيوب- الذي تعلمت منه صناعة البيتزا” ثم صارت تصنعها لضيوفها.


قصة فاطمة تلهم الاخرين
يقول محمد عمران( 30 سنة) وهو صانع محتوى محلي التقى بفاطمة مرتين “من الواضح أنها امرأة قوية تغلبت على الكثير من المشاكل التي واجهتها، وساهم الأنترنت في إضفاء بعض المتعة الى حياتها من أجل كسر العزلة التي كانت تعيش فيها، وتجربتها تعطي دافعاً وإلهاماً لكل النساء الريفيات اللواتي يعشن ظروفاً مشابهة”
كانت مقاطع الفيديو تلك تحظى بمشاهدات تجاوزت مئات الآلاف على اليوتيوب وهذا ما يثير فضول زوار آخرين ويدفعهم للتعرف على فاطمة التي كانت تفرح بزوارها الذين يملأون يومها بالسعادة والنشاط، ويحملون لها بعض الهدايا والفاكهة والخضار والنقود احياناً، فهي تبيعهم بعض ما يتوفر لديها من طيور او مشتقات الالبان او اسماك، او تتحدث معهم على الأقل لتخرج من وحدتها، وتقول إنها “تقوم بتوزيع ما تحصل عليه من هدايا على سُياح اخرين او على من يمر بها من سكان الأهوار”.
شجاعة فاطمة وظهورها على الأنترنت شجّع نساء بعض العوائل الأخرى في الأهوار على كسر طوق العزلة وطوق بعض العادات التي تتوجس من الغرباء، فصار هناك عدد من العائلات التي تقدم خدمات بسيطة للسُياح وتبيعهم الأسماك والحليب والطيور، فيما أخذت بعض النساء بتقديم الوصفات التقليدية على الأنترنت، أو صرن يمتلكن الشجاعة للظهور في البرامج التلفزيونية ليتحدثن عن بيئة الأهوار بعد أن كانت نساء المجتمع المحلي يتحاشين الظهور امام الكاميرات او الحديث امام الرجال.
اقتدت كثيرات بفاطمة و صارت تنتشر مقاطع فيديو أخرى لسيدة اسمها ( أم حيدر) تصنع (الكليجة) وهي نوع من الكعك المحلي، ومقاطع لسيدة أخرى اسمها ( أم محمد) تصنع (الطابك) وهو خبز مصنوع من دقيق الرز، وأخبرتنا رفل عبد الكاظم (30 سنة) وهي محامية تسكن في ارياف محافظة ذي قار تعرفت على فاطمة اثناء سفرة سياحية إلى الأهوار” رغم كوني محامية الا اني كنت أشعر بالخجل من الحديث أمام الناس وهذا عائد الى طبيعة تربيتي المحافظة، لكنني منذ أن رأيت فاطمة على اليوتيوب أصبحتُ اكثر شجاعة في مواجهة المشاكل التي تواجهني في عملي، وصرت من متابعيها”.


لفت ظهور فاطمة على الأنترنت الأنظار إلى ما يعانيه سكان الأهوار من انعكاسات الجفاف، كما ساهم صمودها في تعزيز مقاومة الكثيرين لإغراء الرحيل، يقول الصياد حازم عواد (35 سنة) وهو أب لخمسة اطفال ” أنا لن أغادر الأهوار حتى تغادرها فاطمة”، فترد عليه فاطمة “أنا لن أغادر الأهوار، فانا سمكة وسوف أموت خارج الهور”.
بمرور الوقت بدأ الكثير من أبناء الأهوار يشعرون أن مردودهم من السياحة يمكن ان يعوض عن فقدان الأسماك في الأهوار، ويمكن أن يعزز من صمود بعض العوائل في أماكنها، فالسياحة قد تشكل عمود نشاط اقتصادي داعم للمجتمع المحلي يعوض جزءاً من الخسائر التي يتعرض لها بسبب انحسار الماء وشحته، فعلى سبيل المثال يقول ابو حيدر (67 سنة) إنه “ترك مهنة صيد الاسماك نهائياً وتفرغ ليكون دليلاً سياحياً ينقل السياح بقاربه للتعرف على معالم الأهوار”
في فصل الشتاء تنشط سياحة الأهوار فيتحول العشرات من الصيادين الى أدِلاء سياحيين ومقدمين للخدمات السياحية، ليحصلوا من السياح على أجور تعينهم في حياتهم، ولأغلب هؤلاء الادلاء السياحيين المحليين مقاطع فيديو منتشرة على موقع يوتيوب يتعرف عليهم السياح من خلالها وصار لهم متابعون ومعجبون.


التحول الى نجمة على التلفزيون والأنترنت
تقول فاطمة إنها سعيدة فقد “صار لديها أحدى عشرة جاموسة، بعد ان كانت لا تمتلك سوى جاموسة واحدة” وهذا أمر تعتبره فاطمة نجاحاً كبيراً لها، وصارت الجزيرة الصغيرة التي تسكنها مقصداً للسياح الذين يزورون الأهوار وهذا ما لمسناه في زياراتنا الثلاث للأهوار الوسطى، كما ظهرت فاطمة في عشرات مقاطع الفيديو على اليوتيوب.
شاهدها الملايين من الذين احبوها واحبوا بساطتها وشجاعتها واصرارها على الحياة. تابعنا بعض مقاطعها على موقع يوتيوب فوجدنا ان الفيديو المعنون (حجية تصنع كعكة ريفية بدون فرن) قد حصل على مليونين ومئتي الف مشاهدة، فيما شاهد الفيديو المسمى (فطور الحجية فطيم في رمضان) مليون وثلاثمائة ألف مشاهد، وحصل فيديو آخر بعنوان (حجية تصيد سمكة العروسة) على 918 ألف مشاهدة”
وتفاعل الكثير من المتابعين والمعلقين معها حيث ذكرت معلقة باسم (زينا 21): “أنا احب فاطمة لأنها تحمل طاقة إيجابية كبيرة، حرام الأهوار الجميلة تجف”، فيما كتب ماجد الأمير “أنا عراقي أقيم في السويد وأتابع الحجية فاطمة مع عائلتي وأطفالي وأحدثهم عن ذكرياتي في العراق”، وتكتب ندى ” كم هي جميلة هذه الحجية وهي تسوق البلم بالأهوار، أنا عراقية في المانيا وإن شاء الله ازور العراق وازور فاطمة بأقرب فرصة، بس ادعوا لي، هذه المرأة تستحق كل الاحترام”
فاطمة لم تتردد أيضاَ أمام كاميرات التلفزيون فقد ظهرت في عدد من البرامج التي بثتها القنوات العراقية والعربية وتحسنت احوالها الاقتصادية بعض الشيء بعد ان صارت تصنع الطعام للسياح وبعض المصورين الذين يزورونها.


تقول فاطمة “إن تلك المقاطع التي انتشرت عنها جعلتها مشهورة في مجتمع الأهوار فصارت تحصل على الكثير من المساعدة من السكان المحليين والصيادين الذي يجلبون لها ما تحتاج اليه من السوق، وتضيف إن “بعض شباب الأهوار الذين يحبونني قاموا بإنشاء قنوات خاصة على الأنترنت جمعوا فيها مقاطعي وأحياناً يتصل بي بعض المتابعين من اماكن بعيدة”.
تقول أيضاً “قام شباب آخرون بمساعدتي على بناء غرفة اخرى من القصب استضيف فيها الضيوف بدل غرفتي القديمة التي استخدمها كمطبخ” وتقول الناشطة البيئية ندى الساعدي التي التقت فاطمة اكثر من مرة خلال عملها البيئي “إن الحاجة (فاطمة) تقوم من حيث لا تدري بدور كبير في الترويج للأهوار والبيئة المحلية وتقوم بالتشجيع على السياحة التي يمكن ان تشكل تعويضاً اقتصادياً للسكان المحليين اذا جرى الترويج بصورة جيدة لسياحة الأهوار، وبناء مرافق سياحية جيدة وفنادق ومدن العاب، وتشجيع السكان على عدم الهجرة”.


الحاجة الى خطط استراتيجية
عدم توفر الأنترنت بصورة دائمة في تلك المناطق النائية يعيق تواصل فاطمة مع متابعيها، أما الشيء المهم فهو أن سياحة الأهوار موسمية، فلا يمكن زيارة الأهوار في فصل الصيف نظراً لارتفاع درجات الحرارة. يقول حازم محمد (36 سنة) وهو صياد ودليل سياحي من أبناء الأهوار “إن هناك عشرات السياح يأتون الى الأهوار يومياً في موسم السياحة، وفي يوم عيد نوروز هذا العام جاء اكثر من 15 الف سائح جاءوا في يوم واحد لكن قد تمضي اشهر دون أن يأتي سائح واحد”
ويقول حامد عبد الله (25 سنة) وهو صياد ” السياحة مهمة لسكان الأهوار لكنها غير مضمونة فأحياناً يكون هناك سياح، وفي احيان اخرى ينقطع وصول السياح بسبب حرارة الجو او البرد الشديد، فالسياح يختارون أيام الشتاء التي تكون معتدلة “
الخبراء من جانبهم يعتقدون ان قضية الجفاف تبدو اكبر ان تعالج بحلول بسيطة، فالخبير البيئي المهندس جاسم الاسدي رئيس منظمة طبيعة العراق يقول إن “الحلول الفردية لمواجهة ازمة المياه مطلوبة، لكن يجب العمل على استراتيجية تتبناها الدولة ومؤسساتها تتضمن التخفيف من مخاطر الجفاف على السكان المحليين وتشجيعهم على التكيف.” وهناك حاجة الى “خطط استراتيجية تضعها الدولة لمعالجة شحة المياه” ومن المهم “التحرك الدبلوماسي على دول الجوار من أجل ان السماح بالمزيد من الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات”. ويقول الناشط البيئي عادل الحسناوي تعرضت الأهوار لتحدي التجفيف أيام نظام صدام حسين وصل إلى درجة الحكم بإعدامها في التسعينيات، وهي الآن تعاني تجفيفاً آخر نتيجة لسوء إدارة ملف المياه وتجاوزات دول الجوار”
فاطمة وغيرها من سكان الأهوار يعتبرون لقاءهم بالصحفيين والناشطين البيئيين والسياح العراقيين والاجانب نوعاً من مقاومة الجفاف فخلال الزيارات الثلاث التي قمنا بها لها كانت فاطمة تكرر القول ” إفعلوا شيئاً لإنقاذ الأهوار كي لا نموت عطشاً”.

 

تم انتاج هذا التقرير ضمن أطار مشروع أصواتنا المنفذ من قبل منظمة انترنيوز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى