بعد الحاح واصرار شديدين استجبنا لدعوة اصدقاء لنا على الغداء
ابتسام الصكبان / وكالة اخر الاخبار

بعد الحاح واصرار شديدين استجبنا لدعوة اصدقاء لنا على الغداء .. كان عبارة عن ثلاث اوان .. اناء فيه رز مطبوخ والاخر فيه مرق والثالث دققت النظر لاعرف ماهو فاذا هو مايتكون في قعر القدر من رز مطبوخ محمص ( حكاكه ) افردوها باناء مستقل دلالة على كبر شأنها عندهم .. مع بضع تميرات في اناء صغير جدا …مؤكد ان هذه المأدبة ليست في بلدنا العراق …. والحقيقه انها اعجبتني جدا .. جدا .. قد لا تصدقون حين اقول اننا اكلنا حد الشبع والاواني وكأنها لم ينقص منها شيء رغم اننا حين احضروا الطعام نظر احدنا بوجه الاخر وكأن نظراتنا تتحاكى وتتساءل كيف سيسد هذا الطعام القليل رمق الجوع الشديد الذي كنا عليه بعد نهار طويل شاق .. ومع هذه القلة احضروا لنا اناءين فارغين حتى ناكل ماناكل ونترك الباقي للفائده! … قد تكون البركة هي الاساس .. او هي احترامهم للطعام ولدقائق مايطبخون جعلت الطعام لذيذا .. جدا .. وضحكت من نفسي حين تذكرت هواجسي وتساءلي عن سبب احضار الاواني الفارغة والطعام بهذه القلة ..
ماذا ….هل يتوقعون ان ناكل نحن الاثنان ثم يتبق منه باق …. وبقي …. وكأن في دواخلنا ارتياح كبير بعدم تكلف اهل الدار رغم انهم عائلة ميسورة … وقايست الموقف بمئدبة اخرى لبيناها في بلدي كانت من الاسراف والبذخ وتشكيل الاصناف ماسد شهيتنا مسبقا عن تناول اي شيء فيها .. والحقيقه انها لم تكن مئدبة بل كانت مهرجان حتى اننا قطعنا على انفسنا عهدا الا نلبي اي دعوة لهم لاحقا بسبب هذا التكلف الواضح ….. فمااجمل البساطة انها باب من ابواب الايذان بتكرار الزياره لاستشعار عدم ارهاق من في بيت اصحاب الدعوة لداعيهم … فهلا راجعنا انفسنا عن تغيير نهج طبعنا انفسنا عليه بالاسراف في مأدبة الضيف …… ام هي طباع متأصلة على مألفينا عيه اباءنا ….. وهل نستطيع بدءا مني ان نفعل هذا ؟؟؟؟؟